MUBTADA'

المبتدأ

المقدمّة

v   تعريف المبتدإ

تتكون جملةالاسمية فى اللغة العربية من مبتدإ وخبر، والمبتدأ اسم يقع – على الغالب – فى أول جملة ويكون مرفوعا، ويتبعه الخبر الذي يتحدث من المبتدإ ويتمم فائدته فى جملة مفيدة تامة المعنى، نحو: الأرض كروية.[1] وأيضا، المبتدأ هو الاسم اللذي يقع فى أول جملة لكي نحكم علي بحكم ما.[2] المبتدأ اسم مرفوع، يقع فى أول جملة غالبا، مجرد من عوامل اللفظية الأصلية، ومحكوم عليه بأمر، وقد يكون وصفا مستغنيا بمرفوعه فى الإفادة وإتمام الجملة.[3]

البيان

v   أحكام المبتدإ

يكون المبادأ اسماصريحا، نحو: السماء زرقاء. وقد بكون مؤوّلا باسم صريح، نحو: أن تومنوا خيرلكم. إذا بؤوّا (أن) المصدريّة مع فعل المضارع (تؤمن) فى اسم صريح، فيكن المبدأ (إيمان): وتصبح الجملة "إيمانكو خير لكم".[4]

ويأبى المبتدأ مرفوعا كماشهدت، إلاّ أنه قديأتى مجرورا بحرف جرّزائد، نحو: "هل من أحد خير من غيره إلاّباالتقوى؟ (أحد: مبتدأمجرور لفظا مرفوع محلاّ). أو بعد "رُبَّ"، نحو: "رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمّك (رُبَّ: حرف جرّ شبيه باالزائد. أخ: اسم مجرور لفظامرفوع محلاّ، على أنه مبتدأ.[5]

ويكون المبتد إسما صريحا, نحو : الكتاب مفتوح. و قد يكون مؤولا بإسم صريح, نحو : أن تصوم خيرلكم { صيامكم خيرلكم }

  و يأتي المبتدأ مرفوعا إلا أنه قد يأتي مجرورا بحرف الحر الزائد, نحو : هل من أحد خير من غيره إلا بالتقوى ؟ ( أحد : مبتدأ مجرور اللفظ فى محل الرفع ).

v   أقسام المبتدإ

المبتدأ قسمان:

المبتدأ لا يكون جملة, فهو كلمة واحدة دائماز.وإذا رأيت مبتدأ على هيئة الجملة فهي ليست مبتدأ باعتبارها جملة بل باعتبارها كلمة واحدة أو باعتبارها جملة محكية.

المثال : لا إله إلا الله خير ما يقول مؤمن ( فإن المبتدأ هنا هو لا إله إلا الله لا باعتبارها جملة مكونة من أجزاء ولكن باعتبارها كلمة واحدة, فكأنك تقول هذه الكلمة خير ما يقول مؤمن ).

الإعراب :

 لا إله إلا الله : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية.

خير : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والمبتدأ قسمان:

1.    قسم لايحتاج إلى خبر: هو الذى قلنا عنه إنه لا يحتاج إلى مرفوع يكتفى به أو يتم معه المعنى سد مسد الخبر.

قلنا من المبتدأ الذى يحتاج إلى المرفوع يسد مسد الخبر, و هذا مرفوع لا بد أن تكون مكتفى به أي لا بد أن يتم المعنى مع المتبدأ. المثال : ناهيك بالله

ناهيك : خبر مقدم مرفوع بضمة مقدرة, و الكاف ضمير متصل مبني على الفتح فى محل الجر مضاف إليه

بالله : الباء حرف جر زائد, و اللفظ الجلالة مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها إشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

( و المعنى الجملة : الله ناهيك عن طلب غيره لأنه كافيك )

2.    قسم يحتاج إلى خبر:

ويكون إما اسم صريحا، نحو: "زيد قائم"

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة

قائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة

و إمامصدرا مؤلا باالصريح، نحو: "وأن تصوم خيرلكم"

وأن تصوموا : أن حرف المصدري و نصب المبنى على السكون لا محل له من الإعراب.

تصوموا : فعل المضارع منصوب بأن و علامة نصبه حذف النون لإنه من الأفعال الخمسة

و الواو ضمير متصل مبني على السكون فى محل رفع فاعل والمصدر المؤول من أن و الفعل فى محل رفع المبتدأ.

خير : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وإما ضمير منفصلا، نحو: "أنت مجتهد".[6]

v   أنواع المبتدإ

للمبتدإ أنواع متنوعة و مختلفة من آراء النُّحات، وتحت هذه أنواعها:

·       اسم مفرد، نحو :الجوُّ غائم.

·       ضمير منفصل، نحو: نحن نكرم الضيف (نحن ضمير منفصل مبني على الضم فى محلّ رفعمبتدأ).

·       اسم إشارة، نحو: ذالك الصاروخ يتحه إلى القمر(ذالك: اسم إشارة مبني على الفتح فى محل رفع مبتدأ).

·       اسم موصول، نحو: الذي يتحدث صادق (الذي: اسم موصول مبني على السكون فى محل رفع مبتدأ).

·       اسم شرط، نحو: مَنيدرس ينجح (مَن: اسم شرط مبني على السكون فى محل رفع مبتدأ.

·       اسم استفهام،نحو: كم طائرا وقع على الأرض؟ (كم: اسم استفهام مبني على السكون فى محل رفع مبتدأ).[7]

v   إرتباط المبتدأ باالخبر

يرتبط المبتدإ باالخبرعن طريق الإسنادالخبرى، وتتعاون مع الإسناد الخبر أمورمختلفة كلها يعمل على وضوح الترابط.زنذكرهاتحت هذه:

1.    الصيغة الاسمية للمبتدإ: فلايكون المبتدإ إلا اسماأو مركباإسميّا(مصدر المؤوّل مثلا)، ومن كان ماليس اسمايجب تأويله ليكون كذالك، كماسبق.[8]

2.    التعيين فى المبتدإ: بمعنى أن يكون أحد المعارف (الضمير، العلم، اسم الإشارة، الاسم الموصول، المعرف ب (ال)، المضاف لواحدمنها) أونكرة مخصصة أوماهوفى حكمه، حتى تحصل الفائدة فى الإخبار، لأب الإخبار حكم، ولايحكم على المجهول.[9]

3.     الحالة الإعرابية للمبتدإ الرفع: وقدلايظهر فى الصيغة المنطوقة ذالك إذاكان مبنيّا يكون فى محل رفع أومجرورا بحرف جرّ زائد أو كان مما تقدير فيه العلامة الإعرابية،، والحالة الإعرابية للخبر كذالك الرفع إذاكان مما يقبل علامبه و إلا قدرت أوكان فى محل رفع.[10]

4.    لا بد من المطابقة بينهما فى النوع: (أي فى التذكيروفى التأنيث) إذاكان المبتدإ مفردا فا الخبر مفردا ماليس الجملة أوشبه الجملة، (فاالإفردهنافى مقابلةالتركيب، لافى مقابل التثتية والجمع).[11]

5.    والمطابقة فى العدد (أي الإفراد والتثنية والجمع).[12]

6.    يتحمل الخبر المفردضميرا يعود على المبتدإ.[13]

7.    لزوم تقديم المبتدإ والتأخير الخبر، وعدم معرفة المحكوم عليه من المحكوم به. فيلزم النظام أن يكن المتقدّم هو المبتدأ، والمتأخر هو الخبر.[14]

v   يجب تأخير الخبر عن المبتدإ

يجب تأخير الخبر عن المبتدإ فى حالات، أهمها:

أ‌.       أن تكون للمبتدإ الصدارة فى جملته كاسم الاستفهام، وما تعجُّبيّة، وكم الخبرية، مثل: مَن المتخلّف عن الاجتماع؟ - ماألطف هذا الجوّ! كم حكيم منتفع بحكمته.[15]

ب‌.   أن يكون المبتدأ محصورا فى الخبر، مثل: ومامحمد إلا رسول.[16]

ت‌.  أن تتصل لام الابتداء باالمبتد، مثل: للنّصر محقق بإذن الله.

ث‌.  أن يقترن الخبر باالفاء، مثل: الذي يصبر فجدير باالتقدير.[17]

ج‌.    توسّط ضمير الفصل بين المبتدإ والخبر، مثل: الله هو اللطيف.[18]

ح‌.    إذاكان المبتدأ مقصوراعلى الخبر، مثل: "إنما الحديد صلب".[19]

خ‌.    إذاكان الخبر المبتدإ كمبة فعلية فاعلهاضمير مستتر يعود على المبتدإ، مثل: "الزهر يبتسم".[20]

د‌.      إذاكان المبتدأ والخبر معرفتين أو نكرتين متساويتين فى التخصص، مثل: "علي صديقي".[21]

v   تقديم الخبر على المبتدإ

تقديم الخبر على المبتدإ، وقدألزم نظام العربية أن يتقدم الخبرفى مواضع محددة، يختل وجه الإسنادإذالم يتحقق فيهاتقديم الخبر. ومن هذه المواضع مايأتى:

×    إذاكان الخبرمحصوراوالمبتدإ محصورافيه، مثل: (وما على الرسول إلا البلاغ) ومماتجدرالإشارة إليه هنا. أن الجملة تكون صحيحة نحويا إذاتقدم المبتدإ – فى غيرالقرآن- فى مثل هذه الأمثلة، ولكن المعنى المقصودلايكون صحيحا، وذالك للخلط بين المحصوروالمحصورعليه.[22]

×    إذاكان الخبر متضمنا لمعنى الإستفهام، والإستفهام - كماسبق – من المعانى التى تتسلط على الجملة، ولذالك وحب أن تتصدر، مثل: "أين محمد؟" فالإستفهام بدخا فى إطارالخبر والمبتدإ جميعا، ولوكان الإستفهام يُنضب على المبتدإ وحده لوجب تقديم الخبرأيضا حتى لايدخل فى إطارالإستفهام.[23]

×    إذاكان المبتدأ نكرة: والخبرظرفا أوجارا ومجرورا، مثل: "عندك مال" و "فيك شجاعة" بشرط أن يكون ظرف والجار والمجرور مختصين بمعنى أن يكون ظرف مضافالمعرفة وأن يكون المجرور بحرف جرّمعرفة وفى مثل هذه الحالة لوتأخرالمبتدإ لاختل الإسناد بين المبتدإ والخبر إختلالا يذهب بمعنى الجملة نفسها، لأن كلاّ من "مال" و "شجاعة" نكرة، ولو تقدمت لكانت حاجتها إلى أن توصف أقوى من حاجتها إلى الاخبار عنها.[24]

×      إذاكان المبتدأ ضمير يعود على شيء فى الخبر، مثل: من حسن اسام المرء تركه مالا يعنيه. فى هذه الجملة لوتقدم المبتد على الخبر وهو ملتبس بضمير يعود على شيء فى الخبر، لأصبح الضمير غير مخصص فى العود على صاحبه وحتمله وحتمل عليه.[25]

v   المبتدأ نكرة

الْمُبْتَدَأُ : هو اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلْعَارِي عَنْ اَلْعَوَامِلِ اَللَّفْظِيَّةِ

إن المبتدأ هو الإسم المحكوم عليه بحكم ما، و نحن لا نستطيع أن نحكم على شيئ إلا إذا كن نعرف هذا الشيئ. و لذالك ينبغى أن يكون المبتدأ معرفة, و مع ذالك قد يكون المبتدأ نكرة, و لا يكون المبتدأ نكرة إلا فى مواضع معينة تتبعها النجاة, و عد بعضهم منها عشرات المواضع, وحصرها اَخرون فى العموم و الخصوص أي أن يكون المبتدأ كلمة دالّة على العموم أو نكرة مختصة.[26]

الأصل فى المبتدإ أن يكون معرفة، نحو: اليل مظلم. لكنه يأتى أيضا نكرة مفيدة، نحو: عدو عاقل خير من صديق جاهل. فكلمة " عدوٌّ" نكرة صحّ الابتداء لها لأنها أصبحت مفيدة ويصحّ الابتداء بها لأنها أصبحت مفيدة بوصفها بكلمة (عاقل). وتكون النكرة مفيدة ويصح الابتداء بها فى مواضع، أهمها:

¬   إذا أضيفت لفظا، نحو: سبعة فرسان دخلىا الحصن. اوإذاكانت الإضافة معنوية (غير اللفظية) نحو: كل يتنفس الأكسجين. أي كلّ (إنسان).

¬  إذا وصفت، نحو: طالب نشيط نال الجائزة.

¬  إذا  كان خبرها زرفا أو جارا ومجرورا مقدما على المبتدإ، حو: فوق الشجرة طائر. فى القفص عندليب.

¬  إذا وقعت بعد نفي، نحو: مادينار فى محفظتي. أو استفهام، نحو: هل رجل فى القاعة؟ أو (إذا) الفجائية، نحو: خرجت من الدار فإذا غيث منهمر.

¬  إذا كانت مبهمة،[27] كأسماءشرط، نحو: مَن يكسل يندم. أو أسماء الاستفهام، نحنو: مَن كتب الدرس؟ أو ما (التعجية) نحو: ما أطيب العافية!

¬  إذا كانت دعاء، سواء أكان دعاء لصالح المدعو له، نحو: سلام للمؤمنين. أم كان عليه، نحو: ويلٌ للمشركين.[28]

¬  أن يكون المبتدأ جملة من الكلمات العموم, مثل (كل) و (من) و (ما).

أن يكون المبتدأ نكرة مختصة, و يكون إختصاصها بالطرق الأتية :

·       أن تكون موصوفة

·       أن تكون مصغرة

·       أن تكون مضافة إلى نكرة

·       أن يتعلق بها المعمول

¬  أن يكون المبتدأ  واقعا فى أول جملة الحال

¬  أن يقع المبتدأ بعد لولا

---

[1]  الدكتورنايف معروف، قواعدالنحوالوظيفي (دراسة وتطبيق)، جميع الحقوق المحفوطة، بيروت المحروسة، 2007، ص. 159

[2]  الدكتور عبده الراجحى، التطبيق النحوى، دار النهضة العربية، بروت، ص. 78                                                                   

[3]  الدكتور راميل بديع يعقوب ، موسوعة النحو والصرف والأعراب، دار العلم للملايين، بيروت (ليبانون)، 1988 ص. 602

[4]  الدكتورنايف معروف، قواعدالنحوالوظيفي (دراسة وتطبيق)، جميع الحقوق المحفوطة، بيروت المحروسة، 2007، ص. 159

[5]  نفس المرجع، ص. 159

[6]  نفس المرجع، ص. 603

[7]  الدكتورنايف معروف، قواعدالنحوالوظيفي (دراسة وتطبيق)، جميع الحقوق المحفوطة، بيروت المحروسة، 2007، ص. 159 - 160

[8]  الدكتورمحمد حماسة عبداللطيف، بناء الجملة العربية، دارغريب للطباعة والنشر والتوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة، 2003،ص. 98     

[9]  نفس المرجع، ص. 99

[10] نفس المرجع، ص. 99

[11]  نفس المرجع، ص. 99

[12]  نفس المرجع، ص. 99

[13]  نفس المرجع، ص. 99

[14]  نفس المرجع، ص. 100

[15]  عبداللطيف أحمد الشويرف، التدريبات اللغوية (الجرءالأول)، جميع الحقوق محفوظة، ص. 177

 نفس المرجع، ص. 177[16]

[17]  نفس المرجع، ص. 177

[18]  نفس المرجع، ص. 177

[19]  على الجارم و مصطفى أمين، النحوالواضح فى قواعد اللغة العربية (المجلد الثانى)، دارقباء الحديثة، القاهرة، 2007، ص. 106

[20]  نفس المرجع، ص. 107

[21]  نفس المرجع، ص. 107

[22]  الدكتورمحمد حماسة عبداللطيف، بناء الجملة العربية، دارغريب للطباعة والنشر والتوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة، 2003،ص. 103

[23]  نفس المرجع، ص. 103

[24]  نفس المرجع، ص. 103

[25]  نفس المرجع، ص. 105

[26] التطبيق النحوى لدكتور عبده الراجح. ص : 90

[27]  المبهم هو الاسم الذي يتصف باالإبهام. الأسماء كما هو معلوم ظاهرة ومضمرة، واسم لاظاهر ولا مضمر، وهذا هوالمبهم. وهذا بنطق على أسماء الاستفهام، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة بعامة، كما يطلق على الظرف غير المختصّ، نحو: يوم، وشهر (صمت يوما، انتظرت شهرا).

فاسم الإشارة – مثلا – مبهم لأنه لا يخص شيئا دون شيئ. فإذا قيل هذا دون تعيين المشار إليه، فإن الإشارة هنا تظل مبهمة، إذا يمكن إطلاقها على (باب) أو (رجل) أو (ولد) ويظل اسم الإشارة مبهما حتى يذكر المسار إليه ويعين فى الجملة.

[28]  الدكتورنايف معروف، قواعدالنحوالوظيفي (دراسة وتطبيق)، جميع الحقوق المحفوطة، بيروت المحروسة، 2007، ص. 160- 161