تعريف المعجم

المعجم أو القاموس "كتاب يضم أكبر عدد من مفردات اللغة مفرونة بشرحها وتفسير معانيها، على أن تكون المواد موتبة ترتيبا خاصا، إما على حروف الهجاء أو الموضوع. والمعجم الكامل هو الذي يضم كل كلمة فى اللغة مصحوبة بشرح معنها واشتقاقها وطريقة بطقها وشواهد تبين مواضع استعمالها.[1]

تسميته

جاء فى لسان العرب (مادة عجم) "العجم والعجم خلاف العُرب والعربي والعجم جمع الأعجم الذي لا يفصح ولا يبين كلمه وإن كان عربي النسب، والأنثى عجماء.... أما العجمي فهو الذي من جنس العجم أفصح أو لم يفصح، والأعجم الذي فى لسانه عجمة.... وأعجمت الكتاب: ذهبت به إلى العجمة وأعجمت: أبهمت.[2]

أخذت لفظة معجم من عبارة "حروف المعجم" التي عرفت بها حروف الهجاء، وهي الحروف التى تتميز عن سواها باالنقط. [3]

أما كلمة قاموس فكانت تعنى النحو أو النحو العظيم، أو وسطه، أو معظمه، أو أبعد موضوع فيه غورا. ويظهر أن بعض العلماء العربية الأقدمين الضين حاولوا جمع اللغة. كانا يطلقون على مؤلفاتهم اسما من أسماء البحر أو صفة من صفاته. فأطلق الصاحب ابن عباد على  معجمه اسم " المحيط". وأطلق ابن سيده على معجمه اسم "الحكم والمحيط الأعظم"

وكلمة "قامزس" اليوم تطغى على كلمة "معجم" فى الشهرة، إذ أخذ كثير من مؤلفي المعاجم _ وبخاصة ثنائيه اللغة منها _ يطلقون على معاجيمهم كلمة "قاموس".[4]

• نشأة المعجم

ولد المعجم اللغة العربية فى العصر العباسى الأول، وأخذ ينمو تدريجاً حتّى نضج، واكتمل نموه فى القرن الرابع الهجرى،[5] ونبغ فيه طائفة كبيرة من العلماء أن يضبطوا مفرداتها بشكل مفصل مبوّب، فوضعوا فى كلّ موضوع من الموضوعات  التى تناولها الأدباء والشعراء والكتّاب رسائل تجمع الألفاظ الخاصة بها، وسموها كتاباً. وهذه الخطوة الأولى لنشأة المعجم العربية.[6] وفى الخطوة الثانية وضع معجم يشمل الكلم العربية على نمط خاص ليرجع إليه من أراد البحث عن معنى كلمة. وللعلماء فى تأليف هذه المعاجم نظامان: أحدهما ترتيب على الحروف الهجائية والآخر مراعاة المعانى.[7]

• أنواع المعاجم

1-               المعاجم اللغوية:

وهي التيي تشرح ألفاظ اللغة، وكيفي ورودها فى الاستعمال، بعد أن ترتيبها وفق نمط معين من الترتيب، لكي يسهل عل الباحث العودة إليها لمعرفة ما استغلق من معانيها. وهذا النوع من المعاجيم هو الذي سيكون موضوع دراستنا هذه، نظرا للأهميته، ولا ندارج معظم معاجمنا القديمة فيه.[8]

2-              معاجم الترجمة

أو المعاجم المزدوجة أو الالثنائية الغة، وهي التى تجمع ألفاظ لغة أجنبية لتشرحها واحا واحدا، وذالك بوضع أمام كل لفظ أجنبي _ ما يعادل ه فى المعنى من ألفاظ اللغة القويمة وتعابيرها. وهذا النوع هو أقدم أنواع المعاجم، إذا استخدمه السامون فى العراق، كما أنه أهممها وألزمها لمقتضيات الحضارة.[9]

3-               المعاجم الموضوعية أو المعنوية

وهي التي ترتب الألفاظ ل=اللغوية حسب معانيها أو موضوعاتها. [10]

4-               المعاجم الاشتقاقية أو التأصيلية

وهي التي تبحث فى أصول ألفاظ اللغة، فتدلنا إن كانت الكلمة عربية الأصل أو فارسية أم يونانية... الخ.[11]

5-              المعاجم التطورية

وهي التي تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ، لا اللف نفسه، ثم تتبع مراحل تطور هذا المعنى عبر العصور، فهي تدرس مثلا ماذا كانت تعني لفظة "أدب" فى الجاهلية، وكيف تطور هذا المعنى حتى اليوم عبر مروره باالأعصر الأدبية المختلفة.[12]

6-              معاجم التجصص

وهي التي تجمع ألفاظ على معين ومصطلحاته أو فن ما، ثم تشرح كل لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله والمتخصصين به له.[13]

7-              دوائر المعارف أ المعلومات (جمن : مَعْلَم)

وهي نوع من أنواع المعاجم، لكنها تختلف عنما من حيث أنها سجل للعلوم والفنون وغيرها من مظاهر النشاط العقلي عند الإنسان[14].

8-               المعاجم المصوّرة

لا شك فى أن الصور تساعد على توضيح معانى الحسيات التى لا تقع تحت نظر المرء عادة.[15]

9-              المعاجم الألفاظ

ايضا المعاجم المجنسة وهي ماتناول ألفاظ اللغة كلها بلا تمييز، وماجم المعاني، ويقال لها أيضا المعاجم المبوبة، وهي ما جمع الألفاظ المتصلة بموضوع واحد فقط، كموضوع المطر أو الجياد، أو شواذّ اللغة، أو ما إلى ذالك.[16]

مراحل تأليف وتدوين المعجم العربي:

• تمر اللغة عادةً بمرحلة النطق قبل مرحلة التدوين، أي أنها تكون في بادئ أمرها دائرةً على ألسنة المتكلمين بها، لا مسجّلةً في بطون الكتب، وكم من لغة نشأت وترعرعت ثم اندثرت قبل أن يعرف الإنسان الكتابة.[1]
  والأصل أن تكون اللغة مفهومةً من الناطقين بها، لكنها باعتبارها أداةً للفكر والسبيل إليه، تتطور بتطور الفكر نفسه، فالإنسان لا يستطيع أن يحفظ كل الثروة اللغوية القومية، مهما أوتي من حدة الذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال، لذلك يصطدم أحياناً بكلمات لا يعرف معناها بدقة ووضوح. من هنا أهمية المعجم كمرجع للباحث عن معاني الألفاظ التي استغلقت عليه. ولم يعرف العرب التأليف المعجمي قبل العصر العباسي لأسباب عدة أهما:
       أ - إنتشار الأمية بينهم، فالذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة قبل الإسلام قليلين.
       ب - طبيعة حياتهم الاجتماعية القائمة على الغزو والانتقال من مكان إلى آخر.
       ج - إتقانهم للغتهم، فقد كانت العربية عندهم لسان المحادثة والخطابة والشعر، وكان إذا احتاج أحد إلى تفهّم معنى لفظ استغلق عليه، لجأ إلى مشافهة العرب، أو إلى الشعر.  يقول ابن عباس (619-687م): «الشعر ديوان العرب، فغدا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزل الله رجعنا إلى الشعر فالتمسنا معرفة ذلك منه.
  لهذه الأسباب، تأخر العرب في وضع المعاجم بالنسبة للشعوب القديمة التي أسّسَت حضارات قبلهم، إذ سبقهم الأشوريون والصينيون واليونانية والرومانيون في هذا المضمار.
  ويظهر أن الباعث إلى جمع اللغة وتأليف المعاجم هو حاجة العرب إلى تفسير ما اسغلقت عليهم من ألفاظ القرآن الكريم ورغبتهم في حراسة كتابهم من أن يقتحمه خطأ في النطق أو الفهم. ويؤكد ما نذهب إليه ثلاثة أمور:
  أولها: ما رُوي عن استفسار العرب عن معاني بعض ألفاظ القرآن.
  وثانيها: كثرة الكتب التي ألِّفت في أوائل مرحلة التدوين، في موضوع غريب القرآن، وأول من كتب في هذا الموضوع عبد الله بن عباس، ثم تتوالت بعده الكتب التى سلكت مسلكه.
  وثالثها: أن العلوم العربية الأولى من تفسير وفقه وبلاغة ونحو وقراءة وغيرها. إنما نشأت في بادئ أمرها، لحفظ القرآن وتفسيره.

---

[1]  أحمد عبد الغفور عطار، مقدمة الصالح، بيروت، دار العلم، للملايين، 1979، ص. 38

[2]  الدكتور إميل يعقوب، العاجم اللغوية العربية "بداءتها وتطورها"، بيروت، دار الثقافة الاسلامية، ص. 9

[3]  الدكتور ديزيره سقال، نشأة المعاجم العربية وتطورها، بيروت، دار الصدفة العربية، ص. 10

[4]  الدكتور إميل يعقوب، العاجم اللغوية العربية "بداءتها وتطورها"، ص. 14

[5]  دراسات فى قاموس المحيط: ص 40

[6]  أحمد أمين: ضحى الاسلام: 2/263.

[7]  مقدمة المخصص: ص: 9.

[8] نفس المرجع. ص. 15 

[9]  نفس المرجع. ص. 16

[10]  نفس المرجع. ص. 17

[11]  نفس المرجع. ص. 17

[12]  نفس المرجع. ص. 18

[13]  نفس المرجع. ص. 18

[14]  نفس المرجع. ص. 15

[15]  نفس المرجع. ص. 19

[16]  الدكتور ديزيره سقال، نشأة المعاجم العربية وتطورها، ص. 11

[17]  ضحى الإسلام: 2/265، من اللغات التي اندثرت قبل أن تدوَّن، اللغة السامية الأم، واللغة الآرامية، واللغة الأكادية...إلخ.