تفسير سورة العلق
https://darurrahmahsciences.blogspot.com/2015/11/blog-post_23.html
المقدمة
ù&tø%$# ÉOó$$Î/ y7În/u Ï%©!$# t,n=y{ ÇÊÈ t,n=y{ z`»|¡SM}$# ô`ÏB @,n=tã ÇËÈ ù&tø%$# y7/uur ãPtø.F{$# ÇÌÈ Ï%©!$# zO¯=tæ ÉOn=s)ø9$$Î/ ÇÍÈ zO¯=tæ z`»|¡SM}$# $tB óOs9 ÷Ls>÷èt ÇÎÈ
هذه الآيات أول ما نزل على الرسول عليه
الصلاة والسلام من القرآن الكريم، نزلت عليه وهو يتعبد في غار حراء وكان رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم أول ما بدء بالوحي أنه يرى الرؤيا في المنام، فأتاه جبريل
وأمره أن يقرأ فقال: «ما أنا بقارىء» ومعنى «ما أنا بقارىء» يعني لست من ذوي القراءة،
وليس مراده المعصية لأمر جبريل، لكنه لا يستطيع، ليس من ذوي القراءة، إذ أنه صلى الله
عليه وسلّم كان أميًّا . فكان لا يقرأ ولا يكتب، وهذا من حكمة الله أنه لا يقرأ ولا
يكتب، حتى تتبين حاجته وضرورته إلى هذه الرسالة، وحتى لا يبقى لشاك شك في صدقه، قال
له: «ما أنا بقارىء» فغطه مرتين أو ثلاثاً، ثم قال له (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) خمس آيات نزلت
فرجع بها النبي صلى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده من الخوف والفزع حتى أتى إلى خديجة،
وحديث الوحي وابتداءه موجود في أول صحيح البخاري من أحب أن يرجع إليه فليرجع يقول الله
عز وجل.
تفسير الآيات
اقرأ :
أي أوجد القراءة وهي جمع الكلمات ذات الحروف باللسان.
باسم ربك : أي بذكر اسم ربك.
الذي خلق : أي خلق آدم من سلالة من طين.
(اقرأ باسم ربك الذي خلق) قوله: (باسم ربك) قيل معناه متلبساً
بذلك، وقيل مستعيناً بذلك، يعني اقرأ مستعيناً باسم الله؛ لأن أسماء الله تعالى كلها
خير، وكلها إعانة يستعين بها الإنسان، ويستعين بها على وضوئه، ويستعين بها على أكله،
ويستعين بها على جماعه فهي كلها عون، وقال: (باسم ربك) دون أن يقول باسم الله لأن المقام
مقام ربوبية وتصرف وتدبير للأمور وابتداء رسالة فلهذا قال: (باسم ربك) إلا أنه عليه
الصلاة والسلام قد رباه الله تعالى تربية خاصة ورباه كذلك ربوبية خاصة. (الذي خلق)
أي خلق كل شيء:فما من شيء في السماء ولا في الأرض، من خفي وظاهر، وصغير وكبير إلا وهو
مخلوق لله عز وجل ولهذا قال: (خلق) وحذف المفعول إشارة للعموم؛ لأن حذف المفعول يفيد
العموم، إذ لو ذكر المفعول لتقيد الفعل به، لو قال خلق كذا تقيد الخلق بما ذكر فقط،
لكن إذا قال (خلق) وأطلق صار عامًّا فهو خالق كل شيء جل وعلا.
خلق الإِنسان : أي الإِنسان الذي هو ذرية آدم.
من علق : أي جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني حيث تصير علقة
أي قطعة من الدم الغليظ
خص الله
تعالى خلق الإنسان تكريماً للإنسان وتشريفاً له؛ فلهذا نص على خلق الإنسان (خلق الإنسان)
أي ابتدأ خلقه (من علق) جمع، أو اسم جمع علقة، كشجر اسم جمع شجرة، والعلق عبارة عن
دودة حمراء من الدم صغيرة وهذا هو المنشأ الذي به الحياة؛ لأن الإنسان دم لو تفرغ من
الدم لهلك.
وقد
بين الله عز وجل أنه خلق الإنسان من علق، ولكنه يتطور، وبين في آيات أخرى أنه خلق الإنسان
من تراب، وفي آيات أخرى خلقه من طين، وفي آيات أخرى من صلصال كالفخار، وفي آيات أخرى
من ماء دافق، وفي آيات أخرى من ماء مهين، وفي هذه الآية من علق فهل في هذا تناقض؟
الجواب:
ليس هناك تناقض، ولا يمكن أن يكون في كلام الله تعالى، أو ما صح عن رسوله صلى الله
عليه وسلّم شيء من التناقض أبداً، لكنه سبحانه وتعالى يذكر أحياناً مبدأ الخلق من وجه،
ومبدأ الخلق من وجه آخر، فخلقه من تراب؛ لأن أول ما خلق الإنسان من التراب ثم صب عليه
الماء فكان طيناً ثم استمر مدة فكان حمئاً مسنوناً، ثم طالت مدته فكان صلصالاً، يعني
إذا ضربته بيدك تسمع له صلصلة كالفخار، ثم خلقه عز وجل لحماً، وعظماً، وعصباً إلى آخره،
هذا ابتداء الخلق المتعلق بآدم. والخلق الآخر من بنيه أول منشئهم من نطفة، وهي الماء
المهين وهي الماء الدافق، هذه النطفة تبقى في الرحم أربعين يوماً، ثم تتحول شيئاً فشيئاً
وبتمام الأربعين تتقلب بالتطور والتدريج حتى تكون دماً علقة، ثم تبدأ بالنمو والثخونة
وتتطور شيئاً فشيئاً، فإذا تمت ثمانين يوماً انتقلت إلى مضغة ـ قطعة من لحم بقدر ما
يمضغه الإنسان ـ وتبقى كذلك أربعين يوماً فهذه مائة وعشرون يوماً، وهي بالأشهر أربعة
أشهر، بعد أربعة أشهر يبعث الله إليه الملك الموكل بالأرحام، فينفخ فيه الروح، فتدخل
الروح في الجسد بإذن الله عز وجل، والروح لا نستطيع أن نعرف كنهها وحقيقتها ومادتها،
أما الجسد فأصله من التراب، ثم في أرحام النساء من النطفة، لكن الروح لا نعرف من أي
جوهر هي؟ ولا من أي مادة فينفخ الملك الروح في هذا الجنين فيبدأ يتحرك، لأن نماءه الأول
كنماء الأشجار بدون إحساس، بعد أن تنفخ فيه الروح يكون آدمياً يتحرك، ولهذا إذا سقط
الحمل من البطن قبل أربعة أشهر دفن في أي مكان من الأرض، بدون تغسيل، ولا تكفين، ولا
صلاة عليه، ولا يبعث؛ لأنه ليس آدميًّا، وبعد أربعة أشهر إذا سقط يجب أن يغسل، ويكفن،
ويصلى عليه، ويدفن في المقابر؛ لأنه صار إنساناً، ويسمى أيضاً؛ لأنه يوم القيامة سيدعى
باسمه، ويعق عنه، لكن العقيقة عنه ليست في التأكيد كالعقيقة عمن بلغ سبعة أيام بعد
خروجه، على كل حال هذا الجنين في بطن أمه يتطور حتى يكون بشراً، ثم يأذن الله عز وجل
له بعد المدة التي أكثر ما تكون عادة تسعة أشهر فيخرج إلى الدنيا.
وبهذه المناسبة أبين أن للإنسان أربع دور:
الدار الأولى: في بطن أمه.
الدار الثانية: في الدنيا.
الدار الثالثة: في البرزخ.
الدار الرابعة: في الجنة أو النار وهي المنتهى
وربك الأكرم : أي الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه.
تكرار
للأولى لكن هل هي توكيد أو هي تأسيس؟ الصحيح أنها تأسيس وأن الأولى (اقرأ باسم ربك
الذي خلق) قرنت بما يتعلق بالربوبية
الذي علم بالقلم : أي علم العباد الكتابة والخط بالقلم.
علم الإِنسان : أي جنس الإِنسان.
ما لم يعلم : أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم والمعارف.
قرنت
بما يتعلق بالشرع، فالأولى بما يتعلق بالقدر، والثانية بما يتعلق بالشرع، لأن التعليم
بالقلم أكثر ما يعتمد الشرع عليه، إذ أن الشرع يكتب ويحفظ، والقرآن يكتب ويحفظ، والسنة
تكتب وتحفظ، وكلام العلماء، يكتب ويحفظ، فلهذا أعادها الله مرة ثانية.
نجد من هداية الآيات:
1- تقرير
الوحي الإِلهي وإثبات النبوة المحمدية.
2- مشروعية
ابتداء القراءة بذكر اسم الله ولذا افتتحت سور القرآن ما عدا التوبة ببسم الله الرحمن
الرحيم.
3- بيان
لطور النطفة في الرحم إلى علقة ومنها يتخلق الإِنسان.
4- اعظام
شأن الله تعالى وعظم كرمه فلا أحد يعادله في الكرم.
5- التنويه
بشأن الكتابة والخط بالقلم إذ المعارف والعلوم لم تدون إلا بالكتابة والقلم.
6- بيان
فضل الله تعالى على الإنسان في تعليمه ما لم يكن يعلم بواسطة الكتابة والخط.
وجوب طلب العلم
فلا
شك أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له ، قال تعالى : " وما خلقت
الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات ] ، ولا طريق لعبادة الله تعالى على وجه
الحق إلا بالعلم الشرعي ، فهو سلم الوصول إلى الله تعالى ، والطريق الأمثل إلى جنة
الخلد وملك لا يبلى ، العلم سبيل الوصول إلى رضا الله تعالى ، العلم نبراس يضيء للناس
طريقهم ، العلم شرف فوق رؤوس العلماء ، به يخشى الخلق ربهم ، به يتقونه سبحانه ، به
يتركون الحرام ، ويهجرون المعاصي والذنوب مهما صغرت أو كبرت ، قال تعالى : " إنما
يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر ] ، ولقد رغب الشارع الكريم في طلب العلم
والحث عليه ، ووعد على ذلك بعظيم الأجر ، وجزيل الثواب ، قال تعالى : " قل هل
يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب " [ الزمر ] ،
وقال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما
تعلمون خبير " [ المجادلة ] ، والنصوص في ذلك كثير معلومة ، وأخرج الشيخان في
صحيحيهما من حديث معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " ، ومفهوم الحديث : أن من لم يرد
الله به خيراً لم يفقهه في الدين ، وهذه مصيبة عظيمة ، وخطب كبير ، فيجب على المسلمين
جميعاً أخذ هذا الحديث بعين الاعتبار ، وعدم إمراره هكذا دون معرفة فقهه وما يُراد
منه .
قال تعالى : " وما كان المؤمنون لينفروا
كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم لعلهم يحذرون " [ التوبة 122 ] .
قال القرطبي رحمه الله : " هذه الآية
أصل في وجوب طلب العلم .
وقال رحمه الله أيضاً : طلب العلم فضيلة
عظيمة ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل " [ الجامع لأحكام القرآن 8/266 ، 268 ] .
الأهداف لتربية الاسلامية
أولا : دور الأهداف في العملية التربوية
:
التربية
عملية هادفة مقصودة لا بد من تحديد أهدافها، وإلا سارت بغير وعي ولا إرشاد، وتنقسم
الأهداف التربوية إلى قسمين رئيسيين :
الأهداف
الأغراض، أي : التي تشتمل على الأغراض والمقاصد النهائية، التي يراد من التربية إنجازها،
وتحقيقها على المستويات الفردية والاجتماعية والعالمية.
ولتوضيح
هذا نأخذ عينة من الأهداف المتولدة من علاقة التسخير، أي : علاقة الإنسان بالكون، هناك
بعض الآيات التي تضمنت نماذج من هذه الأهداف منها قوله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ
لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الجاثية : 12)، وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ
الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْما طَرِيّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَة تَلْبَسُونَهَا
وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
(النحل : 14).
والهدف
لا بد أن يكون:
1- أن
تكون الأهداف التربوية متفقة مع الطبيعة الإنسانية؛ مراعية لحاجاتها، قابلة لإطلاق
قدراتها الإبداعية.
2- أن
تحدد أهداف التربية العلاقة بين الفرد والمجتمع، ثم بينه وبين التراث الاجتماعي من
عقائد، وقيم، وعادات وتقاليد ومشكلات.ذ
3- أن
تلبي هذه الأهداف حاجات المجتمع الحاضرة، وتعالج مشكلاته.
4- أن
تكون مرنة قابلة للتغير، حسب ما يتطلبه التطور الجاري، والمعارف المتجددة.
5- أن
ترشد الأهداف العاملين في التربية، إلى ما يجب أن يعملوه وأن تساعدهم على تحديد الطرق
اللازمة في التربية والتعليم، والأدوات اللازمة لقياس نتائج العملية التربوية وتقويمها.
6- أن
يوضح هذه الأهداف نوع المعارف والمهارات والمواقف والاتجاهات والعادات التي يراد تنميتها
في شخصية المتعلم.
7- أن
تكون هذه الأهداف شاملة متكاملة في ضوء العلاقات التي تحدد نشأة الإنسان ومصيره وعلاقاتها
بالكون والإنسان والحياة من حوله.
حكم طلب العلم
الأول / فرض على الأعيان :
أي واجب
على كل مسلم ، ومن لم يتعلمه فهو آثم ، كأحكام الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ،
وبر الوالدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومعرفة حق الله تعالى على عباده
وحقهم عليه سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ومعرفة معنى شهادة أن لا إله إلا الله
، وركناها ، وشروطها ، ونواقضها ، وكذلك مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ، كل ذلك
من العلم الضروري الذي يجب على المسلم تعلمه ومعرفته ، ولا يسعه الجهل به البتة ، فإن
لم يتعلمه فهو عاص آثم معرض للعقوبة ، ولما علم الصحابة رضي الله عنهم هذا المعنى العظيم
، عكفوا على كتاب الله تعالى حفظاً وتعلماً وتعليماً ، فلم يتجاوزوا عشر آيات حتى يتعلموا
ما فيها من أحكام وأوامر ونواهي وحلال وحرام .
ذلك
كان دأب السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين .
أما حال الأمة اليوم فحال لا يرضي عدواً
ولا حبيباً ، فبدل أن يعكف الناس على دراسة أمور دينهم، وما ينفعهم عند ربهم يوم القيامة
، نراهم ركنوا إلى الدنيا ورضوا بها سكناً ومستقراً ، والله تعالى يقول : " إن
الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون
* أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " [ يونس 7-8 ] .
الثاني / فرض على الكفاية :
وهو
الذي لا يجب على جميع أفراد الأمة، بل إذا قام به البعض سقط عن الباقين، كتحصيل الحقوق،
وإقامة الحدود، ومعرفة دقائق الأحكام في مسائل النكاح والطلاق والبيوع والقضاء وأمثال
ذلك، مما لا يسع جميع الناس معرفته والتوصل إليه، لأنه ربما ضاعت أحوال الناس، ونقصت
معايشهم، وتعطلت مصالحهم، فلابد من تفريغ البعض للقيام بمهمة طلب هذا العلم .
قال
ابن عبد البر رحمه الله : " قد أجمع العلماء على من العلم ما هو فرض متعين على
كل امرئ في خاصته نفسه ، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل
ذلك الموضع .
والذي
يلزم الجميع فرضه من ذلك، ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه ،
نحو الشهادتين بالسان، والإقرار بالقلب، بأن الله وحده لا شريك له، ولا شبه له ، ولا
مثل له، لم يلد ، ولم يولد، ولك يكن له كفواً أحد، خالق كل شيء، وإليه يرجع كل شيء،
المحيي المميت الحي الذي لا يموت، عالم الغيب والشهادة، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض
ولا في السماء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، والذي عليه جماعة أهل السنة والجماعة،
أنه لم يزل بصفاته وأسمائه، ليس لأوليته ابتداء، وليس لآخريته انقضاء، وهو على العرش
استوى.
الجدال
ولا
يزال الجدال يدور بشدة حول ماهية الأهداف التربوية وتصنيفها، ويتخذ هذا الجدل مظاهر
ثلاثة:
الأول : ما هي الأهداف التربوية التي يجب
تحديدها.
والثاني : هل تتصل هذه الأهداف بغايات الحياة
الرئيسية، أم يجب الاقتصار على بلورة أهداف سلوكية عملية، تنحصر في موضوع دراسي محدد،
أو موقف تعليمي محدد.
والثالث : هل هذه الأهداف ضرورية للتربية
أم هي غير ضرورية أصلا.
الذي يجعل البحث في أهداف التربية الإسلامية
أمرا هامّا، هو : أن هناك ضرورة ملحة إلى بلورة أهداف تربوية محددة تتصف بالأصالة والمعاصرة
سواء؛ فما زالت النظم والمؤسسات التربوية القائمة في الأقطار العربية والإسلامية تعاني
في هذا المجال من أمرين اثنين :
الأمر:
إن النظم والمؤسسات التربوية التي أنشئت في هذه الأقطار على النمط الأوربي والأمريكي،
ما زالت مغتربة ثقافيّا وتربويّا في هاتين القارتين، وهي في هذا الاغتراب والتقليد
تحتفظ دائما بفجوة تربوية واسعة بينها، وبين النظم التي تقلدها، وهذا أمر كامل في طبيعة
التقليد نفسه؛ إذ لا يمكن للمقلد أن يلحق بمن يقلده أو يتساوى معه ماديّا ونفسيّا وعقليّا.
Post a Comment